الفضاء

سجى حمدان

الليل الذي لا ينتهي: الجانب المظلم من القمر”

منذ آلاف السنين، نظر الإنسان إلى القمر بانبهار. كتب عنه الشعراء، وتغزل به العشاق، وسافر إليه روّاد الفضاء. لكن خلف ذلك الوجه المضيء الذي نراه كل ليلة، يكمن وجهٌ آخر… وجه لا نراه أبدًا. يُعرف بـالجانب المظلم من القمر.

لكن هل هو فعلاً مظلم؟

الجواب قد يفاجئك: لا.

الجانب “المظلم” من القمر ليس معناه أنه لا تصل إليه الشمس، بل لأنه الجانب الذي لا يُواجه الأرض أبدًا بسبب ظاهرة تُدعى “الدوران المتزامن”. القمر يدور حول نفسه وحول الأرض بنفس السرعة، وهذا يجعله يُظهر لنا نفس الوجه طوال الوقت.

في عام 1959، التقطت مركبة سوفييتية أول صورة لهذا الجانب الغامض. لم يكن كما توقع الناس: ليس هناك وجه إنسان كما في الجانب المضيء، بل كانت التضاريس أكثر وعورة، والفوهات أعمق، والأسرار أكبر.

في 2019، أدهشت الصين العالم عندما أصبحت أول دولة تهبط بمركبة فضائية على الجانب المظلم من القمر. كانت تلك لحظة تاريخية… ولأول مرة، سُمع صوت في منطقة لم يصلها بشر من قبل.

لماذا يهمّنا هذا الجانب؟

لأنه يحمل مفاتيح لفهم تاريخ القمر، وربما النظام الشمسي كله. كما أنه يُعدّ موقعًا مثاليًا لإنشاء مرصد فلكي عملاق، بعيد عن ضوضاء الأرض اللاسلكية.

في الفضاء، ليس كل ما لا نراه مظلمًا…

أحيانًا، يكون فقط ينتظر من يجرؤ أن يكتشفه

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *