مقالة المطر

نايف عايض رازح العمري

يطهّر المطر أرواح الناس ويغسل جراحات قلوبهم؛ فهم يرون في الشتاء، فصلًا للحب والعطاء، فصلًا للأمل والنقاء، فكلُ شقاءٍ يغسلهُ المطر وكل ألمٍ تمحوه قطراتُ الندى في صباح يومٍ باكر بعد ليلةٍ ماطرة. كثيرًا ما نرى أرواحًا معذبةً يعتريها الألم، ويكسوها اليأس، وليس على ألسنتهم سوى عبارات الشقاء التي ما تلبثُ تلعنُ الأقدار. بعض الأرواح لو تراها لتظن أنها تُزبِد وتُرعِد وتَعوي في كل صباح ومساء تكرهُ الأرض ومن عليها، ولكن ما إن يبدأ فصل المطر وتتساقطُ أول زخاته، وتعبقُ في الأرض رائحةُ الشتاء، حتى يبدأ الهمُ بالانقشاع والأوجاع بالتلاشي، فلا شيء إلًا الأمل ببدايات عصر جديد فسبحان الله خالق السماوات والأرض والمطر

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *